هذه فضيحة أخرى من فضائح عقود الكهرباء .. شركات وهمية وعقود وهمية بمئات الملايين من الدولارات بينما يتلظى الشعب العراقي تحت اتون الحر اللاهب والظروف الصعبة بانتظار اللاشيء واللا كهرباء
الى متى تستمر حكومة المالكي في سياسة الضحك على الذقون ؟
https://docs.google.com/viewer?a=v&pid=explorer&chrome=true&srcid=0B39VW_F9A1gSYTQzNTRjZWEtYzE5Mi00NDhmLTgyMTAtY2QyMjc1MjcxNWU5&hl=en_US
Women of Iraq
في هذه المساحة الصغيرة بحجمها ..والكبيرة بعالمها المتسع .. أنشرُ أفكاري كامرأة عراقية عاشت الحروب والديكتاتوريات والباترياركيات الأجتماعية .. وشهدت الموت اللانهائي لأبناء شعبها المقهور تحت لظى الحروب والدم النازف والحصار الأقتصادي والقهر السياسي هذه المساحة مفتوحة لكل الأصوات العراقية .. نساءا ورجالا .. ممن يمتلكون التحليل السياسي والأجتماعي ويقفون ضد القهر والتسلط والعلاقات الدموية حيث تختبيء الجريمة تحت مسميات كثيرة .. ويقودها المتمرسون في عالم القتل والقمع والجشع
Friday, August 5, 2011
Thursday, June 9, 2011
البطلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة هناء أدور .. سلامتك يا حبيبة الملايين
أستجابة لموقف الناشطة العراقية البطلة هناء أدور في المؤتمر الذي كان يهدف الى مناقشة قضايا حقوق الأنسان في العراق بحضور أد ميلكرت الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والتي اتهم فيها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي منظمات المجتمع المدني بالأرهاب.
بدءا .. نحذر حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أية خطوة يخطوها هو شخصيا أو حماياته أو أي فرد من حكومته أو أجهزته القمعية أو حزبه حزب الدعوة الأسلامي أو أي حزب اخر يعمل ضمن حكومته من اتخاذ أي أجراء تعسفي بحق البطلة العراقية التي أصبحت رمزا وطنيا ونسويا وأنسانيا في وقفتها الشجاعة دفاعا عن حقوق أبناء الشعب العراقي ممثلا بمنظمات المجتمع المدني. أن أي ضرر أو تعسف تتعرض له البطلة هناء أدور .. حتى وأن حاولتم أن تصورونه على أنه حدث تلقائي وغير مقصود ..بل هو مقصود مهما تقادم زمنه ومهما كان نوع الظروف التجريمية المحيطة به. عليكم أن تفهموا أن المجتمع الدولي يراقبكم من خلالنا , نحن المنفيون من وطننا والعاشقون لأرضنا وأهلنا مهما بعدت المسافات بيننا وبينهم !
السيد رئيس الوزراء
نحن كشعب عراقي .. نصدق أبناء شعبنا المقهور ولانصدقك ! أنت كاذب ومراوغ وتعتمد على أجهزة قمعية وصغار نفوس لم تعرف الغيرة ولا الكرامة بحياتها . أجهزتك تتشكل من مجاميع من ذوي النفوس الحقيرة وأولاد الشوارع الخلفية التي لا تعرف للأخلاق طريقا! وبدليل كلمتك الخطابية في مؤتمر كان يمكن أن تصبح أنت أيضا بطلا- من خلاله - لو أنك تجاوبت مع مطاليب الشعب المنكوب بحكومات متعاقبة من منزوعي الضمائر !
كان يمكنك أن تشير الى معاناة الشعب الذي انتخبك وحكومتك وبرلمانك , وعلى الأقل كان يمكنك أن تعتذر للشعب عن كل الضيم الذي لحقه من جراء انتخابه لكم على انعدام الخدمات والديمقراطية والأمان ! وعلى المحسوبية والمنسوبية في الوظائف والمنافع ! وعلى انتشار الخراب الذي سرق لقمة الأطفال من أفواههم والتعليم من مدارسهم وحول العراق الى رقعة من التخلف والظلام والمزابل وفقدان الأمل بمستقبل يوفر العيش الهاديء على الأقل وليس الهانيء للعراقيين.
هذه الجلسة التي كان من المقرر أن تقدم تحليلا لمشكلات الأمن وانعدام حقوق الأنسان في العراق , تحولت الى حلقة مفرغة أخرى من حلقات سلب حقوق الأنسان وضمن أجندة تهدف الى سحق العراقيين بأعذار انتماءاتهم للأرهاب وتذكيرهم للمرة البليون بأن نظام صدام كان يقهرهم ويدوس عليهم وهذا – بنظرك – يمنحك الحق بأن تدوس عليهم أكثر وأكثر . ألا تمتلك جعبتك شيئا غير هذا؟ ألا تعرف أن الشعب العراقي ليس مسؤولا عن عمليات الأرهابيين والقاعدة بل هو ضحيتهما؟ أن كنت تعرف , فأنت مسؤول عن كلامك الذي تفوهت به في المؤتمر وتجب محاسبتك عليه أمام المجتمع الدولي . وأن كنت لا تعرف , فأنت لست مؤهلا لقيادة هذا الشعب المغلوب على أمره لأنك جاهل ولاتمتلك مهنية ولا ديبلوماسية .
واضح جدا أنك تراوغ وتماطل من أجل أن لا توفر أية خدمات للشعب العراقي . وعليك أن تعترف أنك أنت هنا في هذا المركز والمنصب لخدمة حزب الدعوة الأسلامية وجلاوزته وربيبتكما أيران . أنت هنا كي تنفذ برنامج أثارة الفتنة الطائفية وكي تديم معركة داخلية يتقاتل من خلالها الشيعي والسني والمسيحي والمسلم واليهودي والأيزيدي والصابئي والكردي والتركماني. فبدون هذه المعركة الداخلية , سيسقط حكم الأمبراطورية الأيرانية في العراق . وبتوفير أجواء ديمقراطية وعيش كريم للعراقيين , ستتفتح عيونهم على مطالب أخرى , ولربما ثورة على نظامكم القمعي .
يوم أمس , هدرت الروح العراقية الكريمة ممثلة بصوت الناشطة هناء أدور ! حيث وقفت بمهنية عالية واعترضت على إهانتكم لمنظمات المجتمع المدني. هذه المنظمات التي تحاول جهدها , باليسير من التمويل مقارنة بالبطالة المقنعة التي تحتضنها حكومتكم , أن تقدم للشعب العراقي الكثير من البرامج للمرأة والطفل والتعليم والتدريب والمواساة والدفاع القانوني عن حقوق الأنسان. هذه المنظمات المتشكلة من محاربين ومحاربات يعيشون واقعا مرا ويشاركون الشعب بحاجاته وهمومه يقدمون أضعافا مضاعفة مما يقدمه مجلس الوزراء والبرلمان . ورغم أننا نرفض ثقافة التعامل بالقنادر , ألا أن حذاءا مثل حذاء منتظر الزيدي كان يجب أن " ينشمر " مرة أخرى يوم أمس في قاعة اجتماعكم وردا على اتهاماتكم للمنظمات بالأرهاب ! فمن يدوس على حياة العراقيين ومشاعرهم وكرامتهم , لايكون الرد عليه الا " بحذاء " عراقي وعلى الطريقة العراقية !
ألا أن هذه البطلة , وهي التي تتسلح بالثقافة العالية والموقف النبيل والديبلوماسية الراقية , غلبتكم وتفوقت بأنسانيتها وديبلوماسيتها عليكم ! وكان ردها ممثلا لهموم العراقيين .. ليس فقط لأنها سلمتكم صور المعتقلين الأربعة ظلما , بل لأنها لم تنزل الى مستوى ما تستحقونه فعلا!! لأنكم أنتم من استهتنم بالشعب العراقي والمرأة العراقية والطفل العراقي , و لأنكم أنتم من ينام قرير العين على جرائمه وغيرته المنزوعة وصفاقته !
كان يجب أن تقف كل النساء العراقيات وقفتها يوم أمس . كان عليك أنت وممثل الأمم المتحدة أن تستمعوا الى القضية من أفواه ضحاياها , وأن تستشيروا من يرى ويعيش الانتهاكات بمعدل يومي , لا أن تقرأوا خطابا كتبه احد الأمعات في مكتبكم اللاموقر.
هنـــــــــاء أدور , هذه البطلة الحرة التي هطلت بثورتها ..أو زلزلت بنداها على قلوب العراقيين في وقفة شجاعة لم يسبق لها مثيل , أوصلت صوتها الى من يتاجرون بالقضية العراقية سواء على صعيد الأمم المتحدة أو الحكومة العراقية في جلسة ركلت كل المعاناة العراقية وداست عليها بأحذية الطغاة وتجار الحروب والزنادقة الملتفعين بعمائم رجال الدين .
هذه الصيحة العراقية التي ترجمت دموع الأمهات والزوجات والبنات واللاجئات اللواتي يعشن أهانات يومية من أجل خبزهن اليومي وفتات موائد الشعوب الأخرى فيما تصب ابار النفط العراقي في جيوب المالكي وحكومته القذرة وبرلمانه السخيف. هذه الصيحة التي أرادت بها أن تفتح أبواب سجونكم ومعتقلاتكم , كي يخرج معتقلوا الرأي والصحافة الحرة الى الهواء الطلق , حيث يطالبون و يكتبون عن معاناة شعبهم في أجواء ديمقراطية !
وأقول لك .. أن ممثل الأمم المتحدة لا يغرينا بمنصبه . فقبله ومثله وبعده , تعج الساحة الدولية بمافيات وتجار الحروب . نحن – كعراقيين وكناشطين وناشطات في حقوق الأنسان – لا يعنينا منصبه ولسنا معنيون بتاريخه . لنا وطن وشعب ومسؤوليتنا هي الدفاع عنهما سواء شاء هو أم أبى .. وسواء شئت أنت أم أبيت !
وكي أجعلك تفهم الفكرة بطريقة أسرع , لأنني متأكدة تماما من فهمك البطيء , فأن منظمات المجتمع المدني لا تحتوي عبيدا ولا تعتمد نظام العبودية في تشكيلاتها . بل هي منظمات تقدم خدمات أكثر وأكبر تجاوبا مع فهم هذه المنظمات لعملها الأنساني وضمن برامج التنمية الأقتصادية – الأجتماعية . وهذا يختلف عن عملكم كرئيس وزراء ومجلس وزراء , حيث تغرقون بالمليارات من الدولارات مقابل تقديم اللاعمل .. أو على الأغلب مقابل سحق الشعب العراقي وهمومه ومتاعبه وحاجاته بأحذيتكم العسكرية والميليشياوية الثقيلة .
مرة أخرى .. سلامة الناشطة هناء أدور هي مسؤوليتكم .. حتى وأن عضتها بعوضةّ! لا عذر لكم في حالة تعرضها الى أي أجراء أو استجواب أو أي رد فعل من قبل حكومتكم!
ولعل صيحة هناء أدور تصفع الوجوه الصفيقة للنساء والرجال في الحكومة العراقية ومجلس الوزراء والبرلمان!!
آن لكم أن تفهموا أن النساء العراقيات لسن كلهن مثل عضوات برلمانكم , ولاكلهن يشعرن بالدونية مثل الأمعات الصاغرات المستعبدات تحت قبة البرلمان العراقي . النساء العراقيات سيسحبن البساط من تحت أقدامكم , ولربما سنرى أشخاصا آخرين يخرجون من حفر أخرى تشبه حفرة صدام حسين!
Tuesday, March 1, 2011
لا لمفاوضات تحت ظل المطرقة ..لن ندوس على دماء شهداء يوم الغضب العراقي
لا لمفاوضات تحت ظل المطرقة
لن ندوس على دماء شهداء يوم الغضب العراقي
عواطف تركي رشيد
كان يوم الغضب العراقي عرس كرامة وزهو وألم وغضب وانتصار لقيم الأنسان العليا في دولة بوليسية يحكمها المتخلفون والأميون والمزورون والسراق وتجار الحروب والمخادعين .. والمحتقرين لقيمة العراق والعراقيين. كان يوما َ للألم ونحن نتسمر أمام الأنترنت لأن الأعلام محاصر والصحفي معتقل والشوارع مغلقة والشرطة مدججة بالسلاح ومستعدة للقتل والأرهاب في جمهورية الخوف الجديدة.
سقط الشهداء الشباب واحدا تلو الاخر مقتولين برصاص الشرطة العراقية , دونما سيارات إسعاف تنقلهم الى المستشفيات لأنقاذ من يمكن أنقاذه , ومع رفض سيارات الشرطة لنقلهم , تصاعدت أعداد القتلى وتسمر العالم أمام همجية النظام العراقي القمعي واستصغاره المتكرر لقيمة الأنسان العراقي .
وبعد أن طاردت الشرطة بأسلحتها الاف العراقيين المحتشدين في العديد من مدن العراق , وأعتقلت الصحفيين والفنانين والمحامين , وأجبرتهم على التوقيع على وثائق بينما كانت عيونهم مربوطة كي لا يقرأوا ما وقعوا عليه , أرسلت مبعوثيها ومرتزقتها الى الفيس بوك كي يطلبوا التفاوض مع الشباب العراقي الثائر ضد كل الأوضاع المشينة التي تجري في العراق وضد فشل العملية السياسية أقتصاديا واجتماعيا وتربويا وسياسيا ودينيا.
وكامرأة عراقية أعطت صوتها في الأنتخابات , وتضم صوتها الى شعبها الجريح , أرفض المفاوضات تحت ظل قوانين بوليسية في دولة تحكمها الأحزاب بتوجيه خارجي من أية دولة كانت . لست ممثلة للشعب العراقي , لكنني أود أن أوضح ما تعنيه هذه المفاوضات التي يراد منها تهدئة المد الشعبي العراقي ومطالبته بحقوقه :
أولا - الحكومة العراقية لم ولا تعامل الأنسان العراقي كأنسان . بالنسبة للحكومة العراقية , المواطن العراقي رقم تستفيد منه في الأنتخابات فقط . والعراق قيمة جغرافية تستفيد منها حتى اخر قطرة نفط , واخر قرار سياسي يحمي الأمبراطورية الأيرانية , واخر قرار يجعل من السياحة الدينية عامل اتحاد عراقي – ايراني , ولا تستغربوا أن رأيتم الأسد الأيراني على العلم العراقي .
المواطن العراقي محروم من التشغيل والتوظيف , وخريجي الجامعات يضطرون الى القيام بأعمال السخرة , واضعين شهاداتهم الجامعية على الرفوف المتربة بينما تمتليء دوائر الدولة بمزوري الشهادات من أعضاء حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الأسلامية العرا-أيراينة .
يتحسر الشاب العراقي على قميص يرتديه لأن أجوره لا تكفي لشراء ملابس , بينما يصفعنا الأنترنت بزواجات ابناء الطغمة الحاكمة في أجواء باذخة تكفي مصروفاتها لأعالة مئات العوائل ولأشهر عديدة .
المواطن العراقي لم يصل بعد الى مرتبة ما يدعى ب " الأنسان " في نظر الحكومة ! ونحن نرفض أن تعامل الحكومة شبابنا على أنهم حيوانات ! علما أن الحيوان في دول العالم – كما نشاهدها – تعيش بطريقة أفضل بكثير مما يعيشه الأنسان العراقي.
ثانيا - خلال سنوات من حكم الطغمة الحاكمة , لم تمتد يد الأعمار الى أهم حاجات أساسية تخدم المواطن في حياته اليومية مثل الكهرباء والماء ولازالت الاف العوائل العراقية تعيش في المزابل وأكواخ الصفيح . في الوقت نفسه , يتبارى رجال الحكومة في شراء القصور والجزر في أجمل بقاع بريطانيا وأميركا وكندا وأستراليا. أليس هذا سرقة علنية؟
ثالثا – خلال سنوات من حكم الطغمة الحاكمة , استمرت عملية تطبيع المواطن العراقي على سماع أخبار فقدان مبالغ ضخمة من ميزانية الدولة مثل : 400 مليار دولار , 300 ملياردولار , و400 مليار دولار أخرى , ماعدا الأرقام التي تحسب بالملايين , حتى صار المواطن يقول : يالله 20 مليار مفقودة ولا 400 مليار دولار. أليست هذه سرقة علنية ؟
رابعا – خلال سنوات من حكم الطغمة الحاكمة , تردت العملية التربوية في الجامعات والمدارس الى حد صارت فيه الشهادة الجامعية العراقية لا تساوي 5 فلوس . بينما ظهرت اسماء غريبة ولا علاقة لها بالتربية والتعليم وعلى مستوى وزاري مثل ملا خضير الخزاعي الذي قبضت السلطات الكندية على زوجته وبحوزتها 17 مليون دولار مهربة الى كندا قبل أشهر. وهو نفسه الذي أطلق النار على طلبة أحدى المدارس الثانوية قبل ما يقارب العامين! وزير تربية يطلق النار على طلبته .. لم تحصل حتى في قندهار!
خامسا – المرأة العراقية تعيش أسوأ أحوال يمكن أن تعيشها أمرأة في العالم والنائبات في البرلمان يمثلن أجندات وبرامج أحزابهن فلا يتحدثن عن المرأة الا نادرا وأن تجرأت أحداهن على الكلام فأن تكميم فمها أسهل من قتل نملة ومن قبل رئيس البرلمان نفسه ! وحين نتحدث عن أحوال المرأة فضمن مقاييس لوائح حقوق النساء والأنسان المقرة دوليا والمطبقة حتى ضمن قبائل الزولو في مجاهل أفريقيا.
سادسا – يعيش الطفل العراقي أسوأ ظروف يمكن أن يمر بها طفل في العالم . فالطفل يعيش الفقر وغسل الدماغ بتعليمات الغيبيات والتطرف الديني وفقدان أساسيات الحياة من كهرباء وماء وغذاء وملابس . الطفل العراقي مضطر الى تطبير رأسه كي يشارك في عملية استعباده منذ نعومة أطفاله . وفي حالات كثيرة يشارك الأهل بمباركة الدولة في تطبير رأسه منذ عامه الأول بعد الأول . مرأى الدماء السائلة من الرؤوس أصبحت عامل تشويه نفسي لأطفال العراق الذين فقدوا أمل الحصول على الفرح وهذا ما سيؤدي الى شيزوفرينيا نفسية وستخلق شعبا مشوها نفسيا في المستقبل القريب.
سابعا – تردت أحوال الصحة والوضع الصحي للمواطن العراقي حتى أن النساء اللواتي يلدن أطفالهن , يلدن على أرضية المستشفى . الأدامة في المستشفيات, الأدوية مفقودة , والمستوصفات والمستشفيات تسير بقدرة قادر مثل سفينة نوح!
ثامنا – يكفل الدستور حق المواطن بحل الحكومة التي انتخبها فيما لو لم تقم بأداء وظيفتها بالكامل مراعية حق المواطن في حاجاته الأساسية والضرورية . ورغم أن المواطن العراقي اكتشف متأخرا أنه لم ينتخب العناصر التي تفهم العملية السياسية ويمكنها انجازها , ألا أن حقه يجب أن يبقى محفوظا في حل الحكومة واستقالتها .
تاسعا – الشعوب التي قامت بتغيير حكوماتها لم تكن تعيش تحت ظل ظروف اكثر سوءا من ظروف العراقيين . لكن هذه الشعوب مثل تونس ومصر , تدرك أن لديها كرامة وانها ليست شعوبا من العبيد لأهواء الطغم الحاكمة . فهل ستدرك الحكومة العراقية أن الشعب العراقي شعب ذو كرامة وليس شعبا من العبيد؟
عاشرا – بينما تتمتع الطغمة الحاكمة بموارد العراق النفطية لمنافع شخصية لهم ولعوائلهم , تشجع المواطنين على الرحيل من العراق والعيش في معسكرات اللاجئين في بلدان مختلفة من العالم كي يعيشوا الفقر وتردي الأوضاع المعيشية وفقدان الكرامة في ملاهي ومراقص هذه الدول التي تبدو عليها السعادة لأن الفتيات العراقيات يساهمن في تشجيع سياحة دول الخليج – طبعا الرجال فقط – وبالتالي استدرار مدخولات سنوية تحصى بالملايين لميزانية هذه الدول.
أحد عشر- وبدلا من أن تعلن الحكومة العراقية خططها وسياساتها بشأن المرأة العراقية , ترسل رسائل شكر الى حكومات خارجية ومنظمات أنسانية " لأنهم مهتمون بالنساء العراقيات " ! ماشاء الله على النخوة والغيرة! لكن يقال: أن لم تستح فافعل ما تشاء!
ثاني عشر- منذ أن تسلمت الحكومة العراقية مهامها في عام 2003 وحتى الان لم تقم بأي أداء يمكن أن يعتبر أنجازا ً على صعيد السياسة الأقليمية , بل أن ما تفعله هذه الحكومة هو امتداد وعملية مكملة للأوضاع الأقليمية غير المستقرة التي بدأها صدام حسين. وهذا أعلان عن فشل سياسي ذريع في تحقيق توازن على صعيد العلاقة مع دول الجوار وانسحاب لدور العراق القيادي وتبعية وانحسار للأنطواء تحت ظل العباءة الأيرانية .
وبعد .. لماذا يجب على الشعب العراقي أن يتفاوض مع هذه الحكومة؟ فمحصلة النقاط المذكورة أعلاه تعني : حكومة من سراق الخبز والحياة , دولة بوليسية , دولة فاشلة على الصعيد الداخلي والأقليمي والدولي , دولة تتعامل مع شعبها كحيوانات تابعة وليس كبشر.
لماذا يجب أن نربي الدولة ونعلمها ونسامحها ونتعاطف معها وننتخبها مرة بعد الأخرى ؟ وعلى حد قول المثل العراقي: خلفناكم ونسيناكم؟
كان المفروض بمن يقترح المفاوضات ( على الأغلب كي يستفيد منها بضربة دولارات ) أن يحسب حساب رفض الحكومة للأستجابة لمطالب الشعب قبل اضطرارهم للقيام بالمظاهرة , وحساب قيام الحكومة بقتل واعتقال المدنيين العزل , وحساب الأحوال المتردية ضمن دولة بوليسية , وحساب الدم العراقي المهدور في مظاهرة 25 شباط !
لو كان لطالبي المفاوضات أية كرامة , لكانوا فكروا في كرامة العراقيين !
عواطف تركي رشيد
awatefrasheed@yahoo.ca
Friday, February 25, 2011
الشعب العراقي يتكلم بوضوح
هاهو الشعب العراقي يتحدث بلهجة واضحة وبمطالب واضحة
شعب مسالم ويتظاهر بسلمية
http://www.youtube.com/watch?v=WF-x1mPUML0&feature=related
شعب مسالم ويتظاهر بسلمية
http://www.youtube.com/watch?v=WF-x1mPUML0&feature=related
Thursday, February 24, 2011
إنهــض يا عــراق ... آن لكبوتك أن تنتهي
آن لك أن تنهض من كبوتك , من حزنك , من موت أطفالك وجوعهم وعري أجسادهم!! آن لك أن تركل من ركلوا ومضات الفرح في مآقي نساءك وأطفالك , وأن تعيد الضربة لمن ضربوا آمالك بكل قسوتهم وعنجهيتم وأساليبهم الرخيصة الحقيرة , وأن تصرخ بصوتك الحرّ صرختك الجبارة بكل ما تحمله الكرامة العراقية من عزة وشموخ في وجه منتهكي حقوقك وأعراضك : آن لكم أيها الأوغاد أن تسمعوا الصوت العراقي وأن تشهدوا الوثبة التي استصغرتموها وأن تتلقوا عقاب جرائمكم بحق العراق وشعبه.
يا عـــراق الرفض والثورات , طالت عذابات أهلك , ومات الكثيرون على مذابح الحرية في تاريخك القديم والحديث , وارتوت أرضك بدماء الأشراف من أبناءك , ومازال البعض يستهين بكرامة أنسانك .. ومازال البعض يعتقد أن شعبك غبيا ومتكاسلا وأتكاليا وبلا كرامة ! مازال البعض يبيعك في سوق النخاسة الدولية , ويشيد قصوره ويعيش حياة أسطورية تصاغرت أمامها الحياة الباذخة لملوك وأباطرة كل العصور , ويجلس الى موائد محرّم فتاتها على أطفالك , ويمنح الهبات والوظائف والثروات لمتخلفي أحزابه فاقدة المشروعية .
يا عــراق الأمهات النائحات والمتشحات بالسواد والواقفات في طوابير الأدوية والخبز والألم والحرمان , آن لك أن تثأر لنساءك ! وأن تتقيأ صديدا على وجوه سماسرة السياسة والدين والقومانية وتشتيت شعب كان من أكثر الشعوب أباءا ً في محطات العالم وأزقته الموبوءة , فأصبح هذا الشعب عالة على دول تستعبده مقابل شيء من الأمان وشيء من خبز الموائد السياسية المستديرة !
يا عـــراق .. أنهض بسواعد أبناءك الغيارى فقد آن لسواد ليلنا أن ينجلي , وآن للأستبداد أن يُفضَح , وآن للأشراف أن يقفوا بوجه سراق الوطن والخبز والكرامة وقاتلي النخوة والأبناء والمحبة العراقية !
سبع سنين عجاف .. شهدنا فيها السرقات المعلنة والمستورة , وعشنا لحظات موت الاف العراقيين لأسباب مختلقة واتهامات باطلة . راقبنا الدم العراقي يسيل أنهارا بسبب الدين والطائفة وشهدنا تدريبات الميليشيات المحلية والمستوردة من أيران وأفغانستان وحضرنا أعراسها على جثث العراقيين وتكبيراتها على دمهم الذي صبغ شوارع المدن العراقية المقدسة من بغداد الى البصرة الى الموصل الى الناصرية الى كل المدن التي قدسها الله واحتقرتها عصابات الحكومة العراقية وميليشيات الأرهاب الأيراني المتواطيء مع أسامة بن لادن وشلل السفلة التي استهانت بهذا الشعب الكريم.
سبع سنين عجاف .. والعراق محروم من أبسط الخدمات من ماء وكهرباء ووظائف وحريات شخصية وأمــــــــــــــــان!! فقد العراق أمنه حين وطأت عصابات أيران هذه الأرض الطاهرة , وفقد السلام فيه منذ أن أصبح الصراع على السلطة صراعا طائفيا , ومنذ أن صارتشكيل الحكومة تشكيل محاصصة , ومنذ أن صار الدستور ليس أكثر من ورقة يلعب بها الصغار ورجال الدين وشيوخ العشائر وبقية المتخلفين الذين لا يعرفون ما تعنيه مضامين المجتمع المدني وحقوق الأنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة !
سبع سنين عجاف .. أصبح فيها الرادود في أية حسينية أكثر سلطة وأوفر حظا من أي بروفسور جامعي وأكثر بطرا من أي حامل لشهادة الدكتوراه ! صارت للرادود حمايات شخصية مدفوعة الأجر بسخاء , بينما يُقتَل الجامعي والصحفي والمفكر بدم بارد ! أصبحت الملاية سيدة الموقف وسيدة النساء وعضوة برلمان تتحكم برقاب نساء العراق اللواتي بدأت نهضتهن منذ أكثر من مائة عام وانتجت الكثير من المبدعات والمفكرات ! في هذا العراق الذي تحول من دولة فتية الى بلد مشتت و " مخربط " يتخبط الأميون الذين لا يعرفون رأس السياسة من ذيلها بالجري واللهاث خلف مصالحهم الشخصية ورفاه أبناءهم وبناتهم ومرتزقتهم .. بينما يعيش الشعب العراقي تحت أقدام الغزاة والأحتلالات متعددة الجنسية والقهر والجوع والعري وتردي الأوضاع المعيشية . في هذا العراق " المخربط " المريض , يجد الشباب أنفسهم أمام أمرين : أما الموت بمفخخات مجهولة المصدر أو الموت من البطالة ! أي قهر هذا الذي ترزحون تحته أيها العراقيون؟ وأية سفالة تتقبلونها من سقط متاع البشر وسفلة التاريخ؟ وأية كرامة تخليتم عنها في هذا الجيل الذي يقتنع بأية تبريرات تقدمها حكومته كي يتنازل عن حقه في العيش والكرامة؟
سبع سنين عجاف .. رأينا فيها المالكي يقود بلدا تاريخه أكثر من سبعة الاف سنة الى منحدرات لم تصلها أصغر البلدان وأكثرها فقرا وتخلفا وخطرا ! شهدنا موت العراق السريع وقطع أوصاله وتبذير ثرواته على من لا يستحقون حتى بصاق أهل العراق !! وسمعنا خطابات تستهين بعقولنا ومباحثات وضعت العراق وأهله على طاولة التشريح الدولية كي يجربوا سياسات جديدة ويحصلوا على مكاسب جديدة ويوزعوا قلب العراق لدولة , وكبده لدولة أخرى , ورئتيه لدولة ثالثة , وتاريخه الى مزبلة التاريخ!
ليست الشعوب الأخرى التي ثارت لأنسانها وحقها في الحياة بأكثر شجاعة منكم يا شعب العراق , ومعظمها لا تفوقكم عددا , وأكثرها لم تعاني نصف ما تعانون ! لكنها ثارت لأن كرامتها تحتم على حكوماتها أن تمنحها حقوقا أنسانية وحريات وكرامة! أما العراقي فقد فقد َ كرامته يوم صار تحريره من صدام عبودية لأهله , رغم أن من حرره من صدام ليس المالكي ومرتزقته , بل أميركا التي دفعتها هستيريا المصالح والنفط الى الأنقضاض على الأخضر واليابس في العراق فالتهمته حتى النهاية .. ثم سلمته للعراقيين كي يحلوا أزمته!
الكرة في ملعبكم أيها العراقيون .. فأميركا قررت التخلي عن الدمى المتحركة التي زرعتها في الشرق الأوسط وصار قرارها أن تمنح الشعوب جزءا من حرياتها كي تختار حكوماتها! ولربما تتساءلون : بعد أيش؟ بعد خراب البصرة؟ وأقول لكم : نعم بعد خراب البصرة ! لكن , حتى بعد هذا الخراب , لازال الأمل كبيرا في أصلاح الوضع في العراق لو تكاتفت الأيادي العراقية ورفضت الحزبية المقيتة أن تحكم بلادهم , لو ركلتم الأعذار الطائفية وعملية " التفصيخ " المتعمدة للجسد العراقي الطاهر ! والأمل هو أن تبدأوا من نقطة الصفر لبناء ستراتيجيات تعيد للعراق كرامته وموقعه على الجغرافية الأقليمية معززا ومكرما , وتعيدوا البسمة الى الأمهات وأطفالهن , وتبدأوا البناء على أسس صحيحة ومشروعة !
مشروعة مظاهراتكم .. ومشروعة انتفاضتكم أيها العراقيون , فالعالم يتفرج على مأساتكم ومأساة بلدكم فاغر الفم ! لا يوجد شعب في العالم يتقبل ما تقبلتموه ! مشروعة مطاليبكم ومشروعة طموحاتكم بحكومة مثقفة تستطيع على الأقل أن تفرق بين كلمتي " فخامة السيد الرئيس " و" ضخامة السيد الرئيس " ! حكومة لا تجلدكم في اليوم الاف المرات بسبب شحة الكهرباء والطعام والماء ! حكومة تعطي الشباب أولوية في الوظائف وتعطي حملة الشهادات أولوية في المناصب وتعطي الأبداع أولوية في مجمل مشاريعها !
قفوا أيها العراقيون وقفة شجاعة لتعلنوا للعالم أنك شعب لديه كرامة ! وليس شعبا غبيا كما تحاول حكومتكم أن تصوركم للعالم ! أعلنوا صرختكم ولا تستمعوا الى من يثنيكم عن عزمكم في وقفتكم الحرة يوم 25 شباط ! فعمليات شراء الأصوات الصحفية قائمة على قدم وساق وعمليات بيع الذمم ناشطة اليوم في سوق سماسرة السياسة !
أنهضوا من أجل العراق ومن أجل أخواتكم وامهاتكم وبناتكم وأطفالكم .. لأن غيركم سوف لن يكلف نفسه في حمايتهم ! أحموا كرامتكم التي امتهنتها عصابات الأحزاب الحاكمة .. ولا يثنينكم عن عزمكم أنكم انتخبتموهم في يوم ما , لأنكم معذورون في انتخابكم لهذه الشلل الضالة فخياراتكم كانت قليلة وضغوطهم عليكم كانت كبيرة !
لتحرسكم عيون الله وملائكته في مظاهراتكم وفي وقفتكم أينما كنتم على أرض العراق الحبيب من زاخو وحتى الفاو!
Monday, January 3, 2011
الحكومة العراقية .. بين الذكورية والمراوغة
الحكومة العراقية .. بين الذكورية والمراوغة
عواطف تركي رشيد
رغم أن علماء الأجتماع ومن يتبعهم يميلون الى القاء اللوم على الذكورية كسبب رئيسي لاختلال التوازن في العلاقات الجندرية ( بين المرأة والرجل) خصوصا في مجتمعاتنا الشرقية الأسلامية , ألا أن هيمنة رجال الدين على قوة صنع القرار في الدول الأسلامية وانتهاكاتهم لحقوق المرأة وتغاضيهم عن معاناتها تقودنا الى نبتعد قليلا عن استخدام مصطلح الذكورية على قدر تعلق الموضوع ب ( عنف الحكومة أو الدولة ) وهو الصنف الذي يلائم أي تحليل لمواقف الحكومة العراقية تجاه المرأة وقضاياها ومشاركتها السياسية.
عنف الحكومة ضد النساء مارسته الحكومات الديكتاتورية , وأقربها لنا في منظور الخطاب السياسي هي حكومة صدام حسين والحكومة العراقية الحالية بنفس المستوى من انعدام المهنية وغياب الخطاب الديبلوماسي ولا أخلاقية الرجل العراقي السياسي . فالنساء في كلا الحالتين لسن سوى دمى تتحرك على مسرح الديكتاتوريات السياسية التي تحركها العقليات القبلية والنزعات النفسية الأجرامية. ففي زمن صدام حسين كانت المنظمة النسوية الوحيدة المرخصة لممارسة نشاطها هي الأتحاد العام لنساء العراق الذي تحول الى مؤسسة بيروقراطية لخدمة نظامه وأجندته السياسية متغاضية عن الأنتهاكات التي ارتكبها نظامه ضد النساء وسياساته العشوائية وغير المدروسة التي تركت ملايين النساء يرزحن تحت حالات الفقر والخوف والترهيب والأستغلال والتهميش والأعدام أضافة الى ضحايا الأغتصابات والأستغلال والأبتزاز. وهذا مانراه الان على صعيد السياسة وأخلاق السياسيين ومراوغاتهم وتمويههم أمام المجتمع العراقي والدولي. [1]
وللتذكير فقط .. فأن صدام حسين كان يرسم خططه الداخلية وحتى الخارجية باسم الأسلام , كما أنه كان قائدا للحملة الأيمانية الأسلامية , وهو أول من كتب القران بدمه , وأول من خطط لبناء أكبر جامع في العالم . وهذا بالضبط ما تفعله الحكومة العراقية الحالية التي تعلقت بالدستور الأسلامي وخلقت ضجة أعلامية كبيرة حول تبنيه رغم أنها لم تعلم علم اليقين أن ما تحتويه أجندات الأحزاب الأسلامية ليس أسلاميا وأن استخدام كلمة " اسلامية " هو مجرد استنفار لكسب أصوات المسلمين في العراق أو في غيره من الدول التي تدعي الأسلام منهجا لها.
وهناك أمثلة أخرى لعنف الدولة ضد النساء باسم الأسلام , وعلى سبيل المثال وليس الحصر, ماتقوم به الحكومات في أيران والسعودية وأفغانستان. وهذا ما يوضح سبب استنكار المجتمع الدولي للدين الأسلامي وعدم تصديق نظرية أن الدين الأسلامي انما هو دين سماحة وأخلاق . السبب في هذه النظرة الى الدين الأسلامي أنما سببه الحكومات الأسلامية ومن يتبعهم من الجهلة من أبناء شعوبهم مؤيدين لحكوماتهم دونما النظر الى ممارساتها .
وكما حدث في أيران , فأن الحكومة العراقية , بكل هذه الشوارب والعضلات المفتولة , صعدت الى مراكزها باسم النساء وعلى ظهر معاناتهن وتضحياتهن, لكنها سحبت البساط من تحت أقدامهن حين وصلت الى مركز القوة ! وكما فعل الخميني في أيران في عام 1979 حين قاد الثورة الأسلامية في أيران و الذي نكث[2] بوعوده للنساء بالحصول على حقوقهن , والذي كان أول من استحدث شرطة نسائية تنتهك حقوق النساء[3] وبأيدي نسائية حيث صارت في زمنه ممارسة قتل النساء رجما بالحجارة ممارسة طبيعية وقانونية , فأن الحكومة العراقية الحالية ( الأسلامية بين قوسين ) نكثت بوعودها للنساء العراقيات وكانت أول من انقض على قانون الأحوال الشخصية [4] في عام 2003 حين كان المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في مركز القيادة الأعلى في الدولة ممثلا بشخص السيد عبد العزيز الحكيم.
الحكومة العراقية الحالية ممثلة بحزب الدعوة الأسلامية وبشخص السيد نوري المالكي رئيس الوزراء [5] تلعب بنفس الطريقة ا لمراوغة مع النساء العراقيات . وكلنا يعلم أن المراوغة والألتفاف على الحقائق أنما هما الجزء الأكبر من شخصية صدام حسين الذي وضع النساء كديكورات مكملة لنظام حكمه , وكضحايا لعقليته الأجرامية , لكنه لم يحترم حقوقهن ولم يمنحهن الفرصة لاتخاذ القرار فيما يتعلق بعلاقة الدولة بالمرأة وعلاقة الدولة بالمجتمع والتنمية الأجتماعية والأقتصادية . وهاهو النظام القمعي الحالي يمارس نفس ممارسات صدام وبطريقة مشابهة لها وكأنما الحكومة العراقية تحاول أن تفرض على العراق نموذج الديكتاتورية وانعدام الغيرة كي يكونا منهجا طويل الأمد في التخطيط الستراتيجي لشكل الحكومات في العراق.
أن المشاركة السياسية للنساء العراقيات بعد التغيير السياسي في عام 2003, رغم نسبة الكوتا , بقيت محصورة ضمن أطار ديكتاتورية الحزب السياسي للأحزاب الحاكمة وضمن عملية تحجيم للبرلمانيات العراقيات كي ( ينفذن ) ما تمليه أجندة أحزابهن متخبطات بين النظرية الأجتماعية – السياسية لمشاركة المرأة ممثلة لأكثر من نصف المجتمع العراقي , وبين مصالح الأحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية .
عنف الدولة العراقية الحالية ضد المرأة تتوضح مؤشراته فيما يلي:
أولا – المراوغة مع القيادات النسائية واستخدامها كأداة لكسب أصوات نصف أصوات الناخبين[6] في الأنتخابات لصالح حزب معين كي يصل الى السلطة ومنح الوعود الكاذبة لهذه القيادات بأمل تحسين الأوضاع الأمنية التي تمس حياة النساء بصورة مباشرة ثم سحب البساط من تحت أقدامهن وتكميم أفواههن[7] بعد تحقيق الفوز في الأنتخابات كما حدث في تجربة الثورة الأسلامية في ايران.
ثانيا – تسليح الميليشيات وتحويل المجتمع الى مجتمع عسكراتي عن طريق تشغيل العاطلين عن العمل في وظائف القمع والقتل[8] والوظائف البوليسية التي تحمي الأجندة الأيرانية في العراق و التي تتدخل في النسيج الأجتماعي للمجتمع العراقي
ثالثا – اتباع الأمثلة الفاشلة في علاقة الدولة بالمرأة مثل المثل الأيراني حيث , كما يعلم الجميع , لازالت المرأة الأيرانية تكافح من أجل استرداد حقوقها منذ سقوط دولة الشاه في عام 1979 ولحد الان و حيث ظهرت الكثير من الممارسات الأجرامية للدولة ضد النساء مثل الرمي بالحجارة[9] والشرطة النسائية الموجهة لقمع النساء .
رابعا – استلاب المراكز القيادية للرجال فقط , مهما ضحلت مستويات تعليمهم[10] وخلفيات الطبقة الأجتماعية التي ينتمون لها , وتحجيم النساء في المواقع الخدمية فقط والتي لا تتعدى السقف الزجاجي التي تفرضه الحكومة كي يفصل بين النساء والرجال .
خامسا – أخفاء رجال الحكومة لرؤوسهم مثل النعامات في الرمل ظنا منهم أن العالم لايستطيع أن يرى أجزاء أجسامهم المكشوفة أمام المجتمع الدولي , تنصلا من مسؤولياتهم الأخلاقية أمام النساء اللواتي وقفن معهم في معركة الدفاع عن حقوق الأنسان .
سادسا – التغاضي والتغافل عن الجرائم المرتكبة ضد النساء بأيدي ميليشياتهم ورجال أحزابهم .. وفي أحيان أخرى , المساهمة في مضاعفة الوزر الواقع على النساء بمساندة مرتكبي جرائم العنف الأجتماعي والجنسي ضد النساء ضد ضحاياه من النساء.
في حديثه الذي أذاعته كل محطات العالم في ليلة الحرب على العراق في عام 2003 , قال جورج بوش : "الان بدأت الحرب على صدام حسين من أجل نساء العراق " ! وحين وصل من وصل الى مركز صنع القرار في العراق بمساندة الجيش الأمريكي , أصبحت المرأة أول ضحية داستها أقدام المحررين الأشاوس . فماذا ننتظر كي نعرف أن الحكومة العراقية ليست فقط حكومة ذكورية .. بل هي أيضا حكومة مراوغة , تتبع ستراتيجية الحيلة والضحك على الذقون؟ وهل سنتوقع منها أن تتبع ستراتيجية فعالة للتنمية الأجتماعية في العراق؟ وهل سنتوقع منها أن تعكس وجهة نظر صحيحة عن الأسلام كدين حق وأخلاق؟
لا نلوم المجتمع الدولي على انتقاداته للدستور الأسلامي في العراق بعدما رأوه من مواقف الحكومة التي تبنت هذا الدستور . فكل ما نتج عن هذا الدستور, انما هو انتهاكات صارخة لحقوق المرأة وخطاب لا أخلاقي ضدها. ولايمكن بأية حال أن نصف الحكومة العراقية بأنها ذكورية فقط , بل هي حكومة مراوغة ويجب أن يحاسبها المجتمع الدولي على العنف الذي تمارسه ضد النساء.
Tuesday, December 7, 2010
الحصار السياسي - الديني على المرأة العراقية
مثلما يوم القيامة .. كان الحصار الأقتصادي يغرس أنيابه البشعة في عيون النساء العراقيات وأرواحهن .. ويحفر أخاديد في قلوبهن من الوجع والألم والحيرة والتشظي .. ويكتب معالم مرحلة تاريخية وثقت الموت القسري والجوع الأجباري والترمل والضياع واللهاث وراء أبسط حقوقهن الأنسانية .
سنوات القحط تلك .. تركت خلفها دماراَ أجتماعيا لايمكن أن تصمد تحته الجبال بجبروتها .. لكن النساء العراقيات صمدن .. أو أجبروهن على الصمود أمامه ! رغم أن الصمود نفسه كان ينخر في عظامهن وأرواحهن .. فهن أول الضحايا واخر المستفيدين بعد أن يستفيد الرجال .. بل هن لسن على قائمة المستفيدين .. وليس من المتوقع أن يطالبن بالأستفادة .
مكتوب على المرأة العراقية .. أن تضحي وأن تموت .. وأن تنتحر من أجل خدمة الرجال بأجنداتهم اللاأنسانية. ومكتوب على المرأة العراقية أن تكون حطبا تشتعل من أجله الحروب .. و مكتوب عليهن أن يكن ّمواخيرَ متعةٍ لرجال الحروب .. وأولوية على قائمة انتهاكات رجال الحروب لحقوق الأنسان.
فمنذ أن عوقب صدام حسين على جرائمه ضد النساء .. فأن من حاكمه ومن جلس على كرسيه لم يأبه لما عانته وتعانيه النساء العراقيات ! بل أوضح للعراقيين وللعالم بكل صفاقة أنه يحتقر النساء وبأمكانه أن يدوس على أنسانيتهن باسم الدين ! وهذه بحد ذاتها ستراتيجية لأسكات كل من تسوّل له نفسه أن يناقش موضوع الدين فالمقدس حالة لا تقبل النقاش أو الأعتراض .. بل هو وسيلة سهلة للتعكز عليها ولتنفيذ برامج تبدأ من غسيل الأدمغة وتمر بالجلوس المستديم على كراسي الحكم وتنتهي بخلق طبقة من الباترياركيات الدينية والأقتصادية والأجتماعية.
لو أخذنا بنظر الأعتبار أن الحكومة العراقية ليست معنية بقضايا المرأة على الصعيد السياسي.. فأين هو دور المسلمين الحقيقيين الذين يؤمنون بأن الأسلام عادل وأنه يعطي مساواة للمرأة في الحقوق وأن دين الأسلام هو الدين المثالي الذي يجب على كل المسلمين أن يحموه من هجمات الأعداء الحقيقيين والوهميين ؟ لماذا لايقف المسلمون ضد الممارسات التي تنتهك حق المرأة في أن تعيش دون أن يهاجمها المسلحون والمنافقون الذين يستخدمون الدين شماعة لتعليق أمراضهم النفسية والأجتماعية ؟ لماذا لايقف العراقيون المسلمون وقفة شجاعة ضد استيراد عادات وتقاليد أيرانية للعراق ؟
الصور المرفقة بهذا المقال كانت صدمة للبعض .. لكنها ليست الممارسة الأجرامية الوحيدة التي تحط من قدر النساء وتهيئ لاستقبال موجة جديدة من العنف ضدهن في الشارع والبيت والمدرسة ومكان العمل .. فكيف يسكت المسلمون الأشراف على هذه الممارسات التي تستخدم غطاءا مثل " منظمة مجتمع مدني " لممارساتها التي لايمكن وصفها الا بأنها أجرامية بحق النساء وبحق منظمات المجتمع المدني؟
تساؤلات المجتمع العراقي كثيرة على هذه التقاليد الجديدة الطارئة على مجتمعنا .. لكنها في الحقيقة ليست جديدة على من يفهم أن الوضع السياسي الحالي يسعى الى دمج التقاليد الأجتماعية العراقية بالأيرانية كي يعزز فكرة أن العراق ولاية تابعة الى دولة ايران والى الحوزة في قم.. وأن الحكومة العراقية تحمي بل وتمول مثل هذه المنظمات الأرهابية التي تجبر الشعب العراقي تحت قوة السلاح .. وباسم قوة الدين .. على أن يدخلوا في السرداب المظلم الذي خلقته أيران في الشرق الأوسط وستجبر الكثير من دول الشرق الأوسط على دخوله من خلال اختراق بناها الأجتماعية وأحزاب المعارضة فيها.
المشكلة ليست في لبس نوع معين من الأحذية أو الملابس .. بل هي في عملية الأجبار الذي يتحول الى قانون اجتماعي بعد حين من الأعلان عنه ... تحت يافطات تغرق الشوارع بضجيجها .. والى أداة اقتصاص ممن تسول لها نفسها أن تعلن عصيانها على هذا القانون الوهمي الذي يدخل ضمن الكثير من القوانين الوهمية غير المقرة في دستور أو قران أو حديث نبوي.. والمشكلة هي في التأسيس لنظام اجتماعي غريب علينا وسيفرض علينا أن نتعلم اللغة الفارسية كي نفهم ما تعنيه كلمات مثل " السيغة " التي لم نسمع عنها الا مؤخرا! والمشكلة هي حين تتزايد أعداد القتلى من النساء تحت مغطيات قوانين وهمية اسلامية, رغم أن الأسلام يرفضها حسبما يحاول الكثيرون أقناعنا بأنها بعيدة عن روح الأسلام.
النساء العراقيات يتأهبن اليوم لاستقبال موجة جديدة من العنف الجندري ضدهن .. وحصارا دينيا يتمادى في غيه كي يتساوى في تأثيراته الأجتماعية والنفسية السلبية مع تأثيرات الحصار الأقتصادي. فهل هذا ما يريده الأسلام فعلا؟
بعد حرب الأطاحة بنظام الدكتاتور صدام حسين , ظهرت على الساحة الاف المنظمات التي تدعي أنها منظمات مجتمع مدني .. وكانت بادرة خير تأملنا من خلالها أن تتم معالجة الأمراض الأجتماعية بدراية أكبر وبسرعة أكثر. لكن الحقيقة التي صدمت المجتمع الدولي والعراقي هي أن الكثير من هذه المنظمات نشأت كما تنشأ أية ميليشيا عسكرية مستفيدة من التمويل الحكومي لها لممارسة الأرهاب ضد المجتمع العراقي.. فالقتل بسبب الحجاب , وبسبب سفرات جامعية , وبسبب محلات لا يحلها الأسلام , وبسبب صراعات شخصية واستغلال لا مثيل له في التاريخ , وأغتصابات للنساء بسبب الحروب الطائفية والأقتصادية .. كل هذا صار جزءا من التقاليد العراقية .
وكما لو أن منظمة الكاظمية للمجتمع المدني انتهت من كل أعمالها الخيرية ومن كل اصلاحاتها الأجتماعية ولم يبق لديها هم أكبر من هم الكعب العالي وتصليح الحجاب للمحجبات! طبعا نحن لم نر أي نشاط اخر لمنظمة المجتمع المدني هذه ( لاحظوا كلمة المدني !!) فهم لم يطالبوا بأعادة التيار الكهربائي لكل العراق الذي يتلظى بعدم وجود الكهرباء ويعيش كما تعيش أية منطقة نائية في غابات الأمزون .. ولم يطالبوا بتحسين المناهج كي تكون مدنية وليست طائفية .. ولم يطالبوا بتبليط الشوارع .. ولم يطالبوا بتحسين الأوضاع الأجتماعية .. ولم يبادروا بمشروع لأكساء عري الأطفال الفقراء .. ولم يساعدوا عوائل متعففة يمنعها تعففها من ممارسة العهر السياسي .. ولم يبادروا ببرنامج أعلامي يقرأ قصصا للأطفال بعيدة عن السياسة والدين والطائفة .. ولم يفكروا بأن يبنوا معهدا لتطويرالاستراتيجي للفكر العراقي .. بل استلموا تمويلا لأغراق الشارع العراقي ببوسترات تمنع لبس الحذاء ذي الكعب العالي لأن هذا الحذاء هوما سيوصل النساء الى نار جهنم .. حسبما تشاهدون في الصورة ! أبعد هذا الفراغ من فراغ ؟ هل رأيتم رؤوسا فارغة أو مليئة بالهواء فقط مثل بالون منفوخ ..كما هي هذه الرؤوس في منظمة الكاظمية ؟ وهل رأيتم اعتداءا على مسميات " منظمات المجتمع المدني " مثل هذا الأعتداء؟ وهل رأيتم تأسيسا لثقافة اقصاء النساء وتمهيدا لقتلهن مثل هذا؟
الكثير من النساء المسلمات يتابعن ما يجري من ممارسات وتفسيرات تصل حد الجريمة في الدول الأسلامية بشقيها الشيعي والسني .. وهنا يكشر المتعصبون عن أنيابهم ضدهن متهمين هؤلاء النساء بأنهن خاضعات لأجندات صهيونية وأمريكية وغربية أخرى . فالأجندة السياسية- الدينية لاتريد فقط أن تفرض قوانينها الوهمية.. بل هي تمارس أرهابا فكريا وجسديا ضد من يعترضها! وطبعا لا تفوتكم فرصة أنهم أكثر من يتحدث ويتشدق بكلمات مثل : الديموقراطية , السلام, المحبة! لا أنكر أن الأنترنيت وحتى البحوث المطبوعة تقدم تحليلات لأوضاع المرأة المسلمة في هذه الدول وحتى في دول المهجر .. والبعض من هذه التحليلات يسخر من القوانين الأسلامية المتشددة ضد النساء .. ولكن! لو كان بيتك من حجارة فلا ترمي الناس بحجر! نحن من يقدم الأدلة الدامغة على انتهاكاتنا للمرأة المسلمة التي شاء لها قدرها أن تكون مسلمة .. لأن الدين موروث وليس مكتسب! واكتساب أي دين اخر بعد الأسلام هو ردة .. وعقوبة الردة هي .. القتل! وطبعا كل الأديان لديها قوانينها المميزة ضد النساء فالكاثوليكية المسيحية واليهودية الأصولية لازالت تعتبر المرأة كائنا ثانويا في المجتمع كما يعتبرها الأسلام.
أزاء هذه الأجندات الدينية , فضلت الكثير من الدول المتقدمة فصل الدين عن السياسة وهذا ما أبعدها عن الكثير من وجع الرأس والمشاكل وجعلها تتجه الى ثورة علمية وتكنولوجية في الوقت الذي يمارس المسلم والمسيحي واليهودي ديانتهم في بيوتهم وفي مؤسساتهم الدينية بعيدا عن التدخل في سياسة البلد أو قوانينه.
أما في العراق , فالأجندة الدينية ازدادت شراسة بعد الأطاحة بصدام , وفرضت حصارا فكريا واجتماعيا على المرأة العراقية والمجتمع العراقي , وتمادت في ممارساتها حتى اخترقت منظمات يفترض فيها أن تكون نظيفة وراقية وأنسانية جدا مثل منظمات المجتمع المدني.
رغم أننا نعرف أن الفساد الأداري وصل مداه في مؤسسات الدولة العراقية , ألا أن الحكومة العراقية مطالبة بأن تتقصى مصادر تمويل منظمات مثل منظمة الكاظمية للمجتمع المدني التي صرفت أموالا كثيرة على طبع البوسترات الكبيرة جدا وأغرقت الشوارع بها وخصوصا قرب مقرات الحكومة العراقية وفي نقاط التفتيش الحكومية ( ويعلم الله كم غيرها من المنظمات التي تمارس دور الميليشيا العسكرية لأرهاب النساء و المجتمع العراقي ) وكيف يتم صرف هذا التمويل .. ومن هم المستفيدون من هذا التمويل وما الغاية من برامج مثل هذه المنظمات المشبوهة التي تعتدي على نساء العراق أولا وعلى الأسلام ثانيا.
Subscribe to:
Posts (Atom)